قصيدتي (سيرة شعرية):
للدكتور حسن كمال محمد
أَنا كُنْتُ يَوْمًا جَنِينًا وَطِفْلًا***
وَأُمِّي تُهَدْهِدُنِي إِنْ بَكَيْتُ
وَشَيْئًا فَشَيْئًا أَشُبُّ وَأَحْبُو***
وَيَوْمِي يُقَضَّى بِلِعْبٍ حَبَبْتُ
وَشُغْلِي صُراخٌ وَأَلْهُو وَأَصْبُو***
وَيَوْمًا فَشَهْرًا فَعامًا كَبُرْتُ
وَأَعْرِفُ فَضْلًا عَظِيمًا لِأُمِّي***
وَمَعْ والِدِي قَدْ غَدَوْتُ وَرُحْتُ
كِلا أَبَوَيَّ حَنانٌ وَعَطْف***ٌ
وَإِخْوَتِيَ الْحُبَّ مِنْهُمْ عَرَفْتُ
وَكَمْ فِي شِجارٍ وَلَهْوٍ مَضَيْنا***
وَما كانَ مِنِّي خِصامٌ نَوَيْتُ
وَأَكْتُبُ حَرْفِي وَإِسْمِي بَجَهْد***ٍ
وَأَحْمِلُ كُتْبِي لِدَرْسٍ طَلَبْتُ
وَأُظْهِرُ جِدًّا بِعِلْمٍ مُفِيد***ٍ
وَأُبْدِي نُبُوغًا إِلَيْهِ نَشَدْتُ
وَيَأْتِي التَّفَوُّقُ عامًا فَعامًا***
وَأَنْظُمُ شِعْرًا بِهِ قَدْ شَدَوْتُ
وَمِنْ فَضْلِ رَبِّي أَبُذُّ رِفاقِي***
وَلِلدُّكْتُراهِ وَصَلْتُ وَفُزْتُ
وَأَسْعَى لِرِزْقٍ حَلالٍ بِكَدٍّ***
وَكَمْ سَفَرٍ مِنْ لَظاهُ تَعِبْتُ
وَبِالْعِلْمِ عِشْتُ حَياتِي هَنِيئًا***
وَبِالدِّينِ رُحْتُ سَعِيدًا وَجِئْتُ
وَتَمْضِي حَياتِي سَرِيعًا سَرِيعًا***
وَيَأْتِي زَمانٌ يُقالُ: قَضَيْتُ
وَيَبْكِي لِفَقْدِي صِحابِي وَأَهْلِي***
وَأَرْضٌ بِها ذاتَ يَوْمٍ سَجَدْتُ
وَقَبْرِي يُنادِي اشْتِياقًا لِضَمِّي***
فَرُحْماكَ رَبِّي بِعَفْوِكَ لُذْتُ
وَأَخْرُجُ مِنْ دارِ هَوْنٍ إِلَى دا (م)
رِ عِزٍّ إِلَيْها بِجِدٍّ سَعَيْتُ
هُناكَ الْحَياةُ بِحَقٍّ تُعاشُ***
هَناكَ النَّعِيمُ إِلَيْهِ هُرِعْتُ
فَلا نَصَبٌ أَو فَناءٌ يُنادِي***
خُلُودٌ يَقُولُ: إِلَيْكَ رَغِبْتُ
فَعِشْ هانِئًا فِي حُبُورٍ طَوِيلٍ***
فَما ثَمَّ إِلّا جِنانًا رَأَيْتُ
وَما ثَمَّ إِلّا حِسانٌ وَحُورٌ***
فَهِذِي أَضُمُّ وَتِلْكَ لَثَمْتُ
فَيا لَلْجَمالِ وَيا لَلْهَناءِ!***
نَعِيمٌ وَصَلتُ إِلَيهِ وَذُقْتُ
تعليقات
إرسال تعليق